القائمة الرئيسية

الصفحات

النجاح في البكالوريا مقابل الحرية في السجون



وجد العديد من المحبوسين بالمؤسسات العقابية في امتحان شهادة البكالوريا بوابة نحو الحصول على الحرية وخلاصا لهم من الأسر الذي يعانونه لما يشمل الناجحين من إجراءات العفو وتقليص العقوبة، والدليل على ذلك ارتفاع نسبة النجاح في أوساط المحبوسين إلى 60 بالمائة، حسب ما أكّده المشرفون على مركز الامتحان وعلى المؤسسة العقابية ذاتها.

ويبذل الممتحنون قصارى جهدهم للنجاح، حتى أن بعضهم يحصل على معدلات عالية تناهز 16 على 20 وأحيانا 17 على 20، ومنهم من اجتاز امتحان البكالوريا 4 مرات وأحيانا 5 في تخصصات عدّة، كما يتجلى حرص الممتحنين على النجاح من خلال سعيهم إلى المطالعة ومراجعة الكتب الخارجية، حيث تتوفر السجون على مكاتب ثرية بعناوين ثقيلة واستشهد المشرفون على المؤسسة العقابية للحراش بعدد الإعارات الخاصة بالكتب التي ناهزت 1356 إعارة للكتب في السجن بالإضافة إلى المكتبة المتنقلة التي تتوجه إلى المساجين في أجنحتهم. 

وأكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، خلال زيارته الأحد إلى سجن الحراش وإشرافه على انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا التي يجتازها هذا العام 3710 محبوس، أنّ المساجين المترشحين للبكالوريا يتمتعون بنفس الحقوق ولهم نفس الفرص والحظوظ في النجاح بما يؤهلهم إلى الاستفادة من ظروف التخفيف التي تضاف إلى السيرة الحسنة.  

وبدوره، أكد المدير العام لإدارة السجون مختار فليون أن الاستفادة من العفو وتقليص المدة يأتيان ضمن تشجيعات رئيس الجمهورية التي يوليها لهذه الفئة.

انطلاق البكالوريا كان في حدود التاسعة تماما بعد عملية فتح الأظرفة التي كانت على مرأى  الصحافة وإدارة السجن، وبقليل من التوتر والخوف باشر الممتحنون عبر القاعات السبع المخصصة لهم في إجاباتهم في امتحان الرياضيات 

"الشروق" تقرّبت منهم وسألتهم عن التحضير للامتحان فأجاب هؤلاء أن "البكالوريا تبقى الحلم الأكبر وأن السجن لا يعني نهاية العالم أو الحياة فالأمل يبقى مادام القلب يخفق"، أمّا عن الأسئلة فقال هؤلاء إنها "سهلة وفي متناولهم إلى غاية الآن".

وبدوره قال أحد السجناء الشباب "أنا أقضي عقوبتي في السجن منذ نحو 28 شهرا وبعد مدّة فكّرت في اجتياز البكالوريا، حيث تتوفر لنا كل ظروف الدراسة الجيدة والمراجعة وقمنا برفقة الأساتذة بالتحضير التام لاجتياز الامتحان على أمل النجاح".    

عزيمة المحبوسين لم تتوقف عند حدود البكالوريا فقط، بل امتدت إلى العديد من الفئات الأخرى الأقل مستوى والأعلى مستوى فمنهم من استغل السجن للاستثمار في أنفسهم وتطوير مستواهم الدراسي فنالوا شهادة التعليم المتوسط وبعدها البكالوريا ومنهم أيضا من يواصل تعليمه الجامعي وأعدّ رسالة التخرج عن "مكافحة الغش التجاري" وغيرها من المواضيع الأخرى.

ولأن السجن مدرسة يكفّر فيها الكثيرون عن أخطائهم يستغله البعض في التسجيل لتعلم القرآن وممارسة الرياضة وتلقن بعض الحرف، حيث بلغ عدد المسجلين في قسم حفظ القرآن 7370 على مستوى 136 مؤسسة عقابية يؤطرهم في ذلك 471 ناشط ديني بالإضافة إلى 86035 مسجل في الرياضات الجماعية و66278 في الرياضات الترفيهية يؤطرهم 106 في مجال الشباب والرياضة.