القائمة الرئيسية

الصفحات

علي بومنجل


  • مولده و نشأته:


ولد علي بومنجل في 23 ماي 1919 بغليزان زاول تعليمه الابتدائي في المدرسة البلدية للأربعاء حيث أقامت عائلته المتواضعة لمدة طويلة. ترعرع علي بومنجل في بيئة مثقفة حيث كان والده مدرساً، وأخوه أحمد محامياً.

نهل علي بومنجل وتشبع بأفكار محيطه الوطنية التي تأثر بها وأثر فيها، وهو ما يفسر توجهه لدراسة الحقوق في الجامعة مباشرة بعد تحصله على شهادة البكالوريا بدرجة امتياز، وعقب نيله لشهادة الليسانس في الحقوق من جامعة الجزائر، مارس مهنة المحاماة حيث أصبح محامياً معتمداً لدى المجلس، فكان قريباً من معاناة شعبه الذي يعاني من  بطش وتعسف الادارة الفرنسية.

  • نضاله السياسي:


بدأ اهتمام الشهيد علي بومنجل بالسياسة منذ صغر سنه، فاحتكاكه بأخيه فتح له المجال للإطلاع على بعض القضايا السياسية. انضم لحزب الشعب الجزائري (PPA) عند تأسيسه.

تعددت أشكال وأساليب علي بومنجل في النضال، حيث كان عضواً في حركة “أحباب البيان والحرية (AML)” في أفريل 1944، ومحرراً في جريدة “المساواة”. وبعد الحرب العالمية الثانية انخرط في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA) في سنة 1946، ثم واصل نضاله السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني.

لقد كان له دور فعال في التعريف بالقضية الجزائرية على المستوى الخارجي من خلال “المجلس العالمي للسلم” الذي يعد بومنجل أحد مؤسسيه مع: ف. جوليو كوري (F. Juliot-Curie)، س. تيون (C. Tillon)، إي. فارج (Y. Farge)، “لقد اغتنم بومنجل فرصة انعقاد مؤتمر المجلس بقاعة بليل (Pleyel) بباريس في 25 أفريل 1949، ليشرع أمام الحضور في تحليل الوضع العام للجزائر تحت سيطرة النظام الكولونيالي المستبد وكان لتدخله هذا وقعا كبير على الحضور. كان بومنجل مناصرا للديناميكية الموحدة للحركة الوطنية الجزائرية ولأجل هذا التحق مبكراً بصفوف “جبهة التحرير الوطني” وأصبح مستشاراً في لجنة التنسيق والتنفيذ كما كان على اتصال دائم بعبان رمضان، ومسؤولاً على مجمع المحامين ألقي عليه القبض في 08 فيفري 1957 في بلكور. وبالرغم من الإجراءات والمحاولات العديدة المتخذة أمام وزير العدل آنذاك وهو من أجل أن ف. ميتران (F. Mitterand) يسلمه إلى القضاء المدني، إلا أن بومنجل بقي في قبضة العسكريين وبالتحديد مصالح وحدات المظليين التي كانت تحت قيادة (Colonel Bigeard) “الكولونيل بيجار” (Colonel Jean Pierre) “الكولونيل جون بيار” (Colonel Erulin) و”الكولونيل إيرونيل”.والتي جرعته ألواناً شتى من التعذيب النفسي والجسدي لمدة 43 يوماً.

  • استشهاده:


في يوم السبت 23 مارس 1957 وعلى الساعة 13 و15دقيقة ألقى هؤلاء المجرمون ببومنجل من الطابق الخامس لإحدى العمارات الكائنة بالأبيار بعد تعذيب وحشي على يد رجال أوساريس، مدعين بأنه انتحر، وهكذا كتبت له الشهادة.

وتم دفن هذا البطل تحت مراقبة المظليين في مدة ربع ساعة في 26 مارس 1957 بمقبرة سيدي أمحمد ببلكور.

عندما علم السيد “ر. كابيتون” (R. Capitant) الذي كان أستاذه بكلية الحقوق بالخبر، علق دروسه بجامعة السوربون، بعد تأثره بمقتله.

إن خسارة شخصية من طينة الشهيد “علي بومنجل” أكبر من أن توصف خاصة وأنه رجل سلم ونضال في آن واحد.