حمّل نقابيون تربويون وزارة التربية الوطنية، نتائج ما يحدث اليوم في القطاع، مشيرين إلى أن خيار العودة إلى الإضراب الذي لجأت إليه نقابة الكنابست سيضع الموسم الدراسي عل المحك ويرهن استكمال الدروس، مطالبين بن غبريت بفتح حوار جدي مع النقابات لتفادي اللجوء إلى العتبة الذين أكدوا أنها ستكون خيارا حتميا في ظل استمرار الوضع على حاله.
- الحكومة مطالبة بالتدخل الفوري
وفي هذا السياق طالب الأمين العام للمجلس الوطني لأستاذة ثانويات الجزائر “الكلا”، إيدير عاشور الحكومة بالتحرك الفوري وفتح أبواب الحوار مع نقابات التربية لتفادي عودة شبح الإضراب إلى القطاع، مؤكدا أن الحوار هو الحل الوحيد لتجاوز مشكل عدم استدراك الدروس، معتبرا في تصريح للحوار أن اللجوء لخيار العتبة أمر حتمي مشيرا إلى أن الوزارة باتت تتسرع في اتخاذ القرارات دون الجلوس إلى طاولة الحوار، ورغم اعترافه باستحالة استدراك الدروس خاصة في بعض الولايات التي استمر فيها الإضراب لأكثر من أربعة أسابيع متواصلة، مؤكدا رفض نقابة “الكلا” للخيارات السهلة المتخذة من قبل مصالح بن غبريت، مطالبا الوزارة بالجلوس على طاولة الحوار، واستبعاد “العتبة” الذي طالما رفضها الأساتذة لتسببها في انتقاص قيمة العملية التربوية.
- الحلول السهلة لن تفيد العملية التربوية
وعلى صعيد مماثل، أكد المكلف بالتنظيم لدى النقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، أن الإضراب سيهدد كثيرا عملية استكمال الدروس وبالتالي سيؤثر على البكالوريا، مشيرا إلى أن الوقت لا يزال أمام وزيرة التربية من أجل الاجتماع مع نقابة الكناباست وإيجاد حلول كفيلة بتحقيق مصالحة بين الطرفين.
وطالب يحياوي في حديثه للحوار الوزارة بالتخلي عن تعنتها وأن تحاول التقرب من النقابات ومناقشة مطالبها لتجاوز مشكل الإضراب وما يترتب عنه، واعتبر أن اللّجوء لخيار العتبة ليس حلا، وعلى الوزارة تحمل مسؤوليتها كاملة والتقرب من النقابات المضربة ومحاورتها بدل تعقيد الأمور وإصدار بيانات وقرارات لا تخدم التلميذ والأسرة التربوية، مشيرا إلى أن النقابات رفعت مطالبها بصورة مشروعة وبطرق قانونية لا غبار عليها والوزارة تتحمل نتائج إطالة عمر الأزمة.
- العتبة ستزيد من تدهور المنظومة التربوية
وفي السياق ذاته، أكد النقابي، نبيل فرقنيس أن اللّجوء إلى العتبة سيكون خيارا حتميا إذا عادت الإضرابات إلى قطاع التربية مجددا، مشيرا في تصريح للحوار إلى أن بعض الولايات كالبليدة وبجاية وتيزي وزو سيكون استكمال الدروس فيها مستحيلا مع عودة الإضراب، وهو ما يشير إلى حتمية توجه وزارة التربية نحو خيار العتبة، لتحديد الدروس للتلاميذ المقبلين على امتحانات رسمية والاتجاه نحو تحديد الدروس واللجوء إلى العتبة أمر لا مفر منه كحل ستلجأ إليه الوزراة في الأيام المقبلة.
واعتبر فرقنيس أن خطوة مثل هذه، ستزيد حتما من تدهور المنظومة التربوية، وتقلل من مصداقية شهادة البكالوريا، والمطلوب من الجميع هو التكتل من أجل تقديم خدمة تربوية ذات جودة، وأضاف فرقنيس أن الوزارة مطالبة بالجلوس مع النقابات والبحث عن حلول فورية تخرج المدرسة الجزائرية من عنق الزجاجة، مؤكدا أن ما يحدث اليوم نتيجة مباشرة لغياب الحوار وانتهاج وزارة التربية سياسة الهروب إلى الإمام وفرض سياسة الأمر الواقع التي أثبتت أكثر من مرة أنها لا تنفع مع نقابات التربية وتزيد من عمق الأزمة وهو ما ينعكس سلبا على جميع مراحل العملية التربوية.