أمرتهم بالابتعاد عن دور الرقيب والاتجاه نحو التوجيه والتأطير
- الرقابة تقتل روح الإبداع وُتضعف استقلالية المعلمين
أمرت مصالح وزيرة التربية الوطنية٬ نورية بن غبريت٬ مفتشي التعليم للمراحل الثلاثة٬ بضرورة تغيير
طريقة تعاملهم مع الأساتذة من خلال الابتعاد عن دور الرقيب والاتجاه نحو التوجيه والتاطير والمتابعة
لتفادي قتل روح الابداع والتطور العلمي عند الأساتذة الجدد.
وكشفت مصادر تربوية مطلعة أن تقارير وصلت مصالح الوزيرة بن غبريت٬ مؤخرا٬ تؤكد قيام المفتشين
بممارسات سلبية من شأنها إلحاق الضرر بالأساتذة والمدرسة الجزائرية. واشارت التقارير إلى أن
المفتشين لا يقومون بدورهم الاساسي المتمثل في مرافقة الأساتذة الجدد٬ بل يتكفلون مقابل ذلك
بعملية المراقبة التي تعمل على قتل الابداع والتطور العلمي والبيداغوجي والمهني لدى الأساتذة
خاصة منهم الجدد.
وبناء على ذلك امرت الوزارة الوصية٬ من خلال مراسلة للمفتشية العامة للبيداغوجيا تحمل رقم 200
2018 مؤرخة في 14 مارس الفارط٬ تم توجيهها إلى مديري التربية ورؤساء هيئات التفتيش وكذا مفتشي التعليم للمراحل الثلاثة تخص تجديد الممارسات البيداغوجية في الميدان٬ بتصحيح الفهم
الخاطي لسلك التفتيش خاصة مع الأساتذة الجدد٬ حيث يتوجب على المفتشين القيام بالمرافقة
البيداغوجية للاساتذة التي تعد من اهم قنوات التأطير لهؤلاء٬ خاصة المتربصين منهم من خلال
توجيههم ومساعدتهم على السير في طريق النجاح في الحياة المهنية والتربوية وكذا مساعدتهم
على اكتساب الكفاءة البيداغوجية الضرورية والتي لا يمكن دونها الحديث عن الاستاذ الناجح.
وأشارت الوصاية من خلال التعليمة إلى أن المفتش يتحمل مسؤولية كبيرة في نجاح الأساتذة على
اعتبار أنه إلى جانب مدير المؤسسة يعد يد عون للاساتذة ويساعدهم على تجاوز الصعوبات ويرشدهم
إلى الطرق والوسائل والاساليب المطلوبة لتحقيق النجاح.
وامرت مصالح بن غبريت من خلال التعليمة٬ المفتشين٬ بأخذ دور المرافق لا المراقب على اعتبار أن
الرقابة تقتل روح الابداع وتضعف استقلالية المعلم وتجعله تائها٬ خاصة وأن الفعل البيداغوجي فعل
متطور حسب خصوصية المعلم والمتعلم والبرنامج يحتاج إلى المعلم الفنان الذي يبدع وهو يحتاج الى
مساحة حرية كي يتمكن من الابداع.
واكدت الوزارة أن الرؤية والتصور الجديد لمهنة التفتيش تهدف إلى إخراج هذه الاخيرة من الطابع الرقابي
والاتجاه نحو التوجيه والتأطير والمتابعة ضمن السياق العام للاستراتيجة الوطنية لإصلاح المنظومة
التربوية والتي تتجه اساسا نحو تجديد الممارسات البيداغوجية في الميدان لتحقيق مدرسة فاعلة
ومتفتحة على محيطها وذات جودة تتم فيها عملية التعديل بصفة مستمرة إلى أن تصبح المدرسة
ديمقراطية تتجلى فيها العلاقات الافقية القائمة على التبادل والتشارك.
ودعت الوزارة٬ هيئة التفتيش٬ للبحث عن الحلول الكفيلة بتجاوز الصعوبات المطروحة من قبل الأساتذة
والاجابة على اسئلتهم الكثيرة ذات الصيغة المحلية من خلال القراءة الناجعة للمناهج والبرامج
التعليمية والمناشير والتعليمات المؤطرة للفعل البيداغوجي أو استعمال بعض التقنيات الحديثة لتجاوز
الصعوبات المهنية كورشات التفكير المهني المعمق لتفادي لجوء الأساتذة إلى اعتماد اساليب غير
بيداغوجية في التعامل مع المتعلمين أو اختيار اساليب غير سليمة لتجاوز الصعوبات التي تعترضهم.
ودعت بن غبريت٬ المفتشين٬ إلى التحرر من النمطية واستغلال تنوع التخصصات وتعدد الكفاءات لدى
الأساتذة لابتكار آفاق جديدة والعمل على خلق فضاءات تبادل بين الأساتذة لتجاوز العقبات بكيفيات
براغماتية تكون قادرة على تثمين البحث التربوي وروح المبادرة في الميدان. وشددت على ضرورة توثيق
كل الاعمال المنجزة وتبليغها للمؤسسات في مذكرات منهجية تساعد على تأطير تلك المبادرت
وإعطائها الطابع المؤسساتي